أسباب أمراض الطيور و طرق علاجها ج 1
تعد الطيور عمومًا من المخلوقات الجميلة و الرائعة التي خلقها و منحها الله تعالى للبشر، قصد التفكر في خلقه و إبداعه و قدرته سبحانه و تعالى، هذا المخلوق الضعيف الغني عن التعريف، وضع الله عز وجل الطبيعة في تسخيره ، يطير كيفما يشاء و يهبط فيها كيفما يريد، لكن توجد بعض أنواع هذه الطيور تحتاج إلى تربية و عناية فائقة، ليس فقط لكونها لا تستطع العيش في الطبيعة، و لكن لكونها مخلوقات جبلت على التربية داخل الأقفاص في مجموعات صغيرة، تربى من لدن مربي الطيور و هي تلك ما يطلق على تسميتها ب: طيور الزينة أو الطيور المنزلية، إلا أن بعضها أو جلها قد يصاب بأمراض مختلفة قد تتسبب في نفوقها كلها، و هذا أمر مأسف للغاية ، لدى وجب على مربي الطيور الاعتناء بها و المحافظة على صحتها، و علاجها من كل الأمراض التي تصيبها، كي لا تكون سببا في ضياع ذالك النوع الفريد من سلالتها الطبيعية.
و في هذا المقال سوف أستعرض عليكم مجموعة من أهم الأمراض التي تصيب الطيور بمختلف أنواعها، مجملة و مقتضبة، بالإضافة إلى طرق و وسائل علاج الطيور المتاحة طبيعيا، كي يتسن لمربي الطيور أخذ الحيطة و الحذر من الوقوع في شباك الإهمال و التقصير و عدم انقاد روح هذا الطير بشكل مستعجل.
مرض نمو الأجزاء العلوية أو السفلية للطائر:
لنبدأ على بركة الله تعالى..
إن هذا المرض عرضي وليس مرضا في الواقع، ولكن الطائر سيعاني إذا لم يتم علاجه بشكل فعال وحازم و فوري، لأن طول المنقار سيعيق الطائر عن تقشير الحبوب الجافة و هذا مشكل كبير، وعلى هذا سيعتمد الطائر على الطعام اللين لسد جوعه، و هذا الشيء سيؤدي به الى الهلاك و الموت السريع، لاسيما أن الطيور من عادتها أنها تخدش بمناقيرها الأرض و الأشياء الصلبة، و هذا أمر طبيعي و رائع و حيوي للغاية بالنسبة لها، فالزيادة المفرطة في طول المناقير ستتسبب في منعه من الوقوف بحرية على الشجر أو الأغصان، أو القفز والمشي على أرضية السطح أو القفز، أو عند القيام بسلوك التزاوج فيمَا بينها، سواء كان ذكرا أو أنثى، و يكون العلاج سهلا متاحَا لدى مربي الطيور، فيجب أن يتم ذلك من قبل طبيب بيطري اختصاصي في عالم الطيور، باستعمال آلة مخصصة لهذا الغرض ، إن كانت الطيور كبيرة الحجم، أما إذا كانت الطيور صغيرة الحجم، فيقوم الطبيب المختص بقطع الأطراف الزائدة من المنقار أو الأظافر، عن طريق النزيف مثل: كلوريد الحديد، أو تكون مغلفة باليود، الذي يتوفر حاليَا على مرهم الجسم أو مسحوقه أيضا.
مرض الإصابة في جسد الطائر:
إذا تعرض الطير لجروح بليغة أو إصابات على مستوى الجسد، فعلى مربي الطيور أخذ الإجراءات المناسبة في مثل هذه الحالة ، و هو عزل الطائر المصاب لوحده، و ذالك في قفص مخصص، كي لا تنتشر و تتكاثر جروح الطائر، بعد ذالك يثم غسل الجرح بمطهر مخفف بالماء كي لا يتألم الطير ثم يدهن بمرهم مهدئ، أما إذا استمر الجرح في النزيف، فيجب استخدام قطن مبلل بصبغة اليود، وتطبيقه على الجرح حتى يتوقف النزيف نهائيا.
ملاحظة مهمة : يجب على مربي الطيور مراعاة حجم القفص و العدد الإجمالي للطيور داخله، كي لا تنكسر أجنحتها عند الطيران أو يضرب بعضها البعض خلال التحليق، لضيق المساحة المخصصة لكل طائر، و بالتالي تفادي الوقوع في إصابات لدى الطيور المنزلية أو طيور الزينة.
مرض عدوى حشرة النمل و طرق علاجه:
إن انتشار و تفشي عدوى حشرة النمل، لا يأتي من محض الصدفة، بل هناك مسببات لهذا المشكل، الذي قد يؤدي إلى موت الطائر المصاب أو فراخه إذا لم يتم مساعدتها على الفور، و السيطرة على هذه الحشرة ذات الحجم الصغير بشكل سريع، بحيث لا تحدث نفس الحالة مع الطيور الأخرى إذا طال أمد إزالتها من داخل الأقفاص، فإذا قامت بقرص الطائر يلاحظ تورم على مستوى جناح أو قدم الطائر المصاب، و لعلاج هذا الأمر، يجب دهن مكان العدوى بمرهم مهدئ، أو توفير اثنين من الفيتامينات مع مياه الشرب، لتحفيز جسم الطائر المصاب و تعزيز مناعته الداخلية، مع الاهتمام بالتغذية الجيدة والمتابعة المستمرة، و سوف تتعافى الحالة في غضون أسبوع تقريبًا.
هام جدا: يجب غسل الأقفاص بشكل دوري و مستمر، و رشها بقبل وضع الطيور بداخلها بمبيدات الحشرات الصغيرة، و عرضها على مدار الوقت في أشعة الشمس، كي نحافظ على هذه الأقفاص خالية من البكتيريا و الحشرات المضرة و التي تؤدي الطير، فتكون سببا في موته لا محالة.
مشكلة الجناح المكسور لدى الطيور:
من المشاكل العرضية التي قد تصادف مربي الطيور خلال تربيتهم لها، لكون الطائر قد يصطدم بالشبابيك الحديدية أو بالزجاج لعدم قدرة الطائر على رؤيته، أو قد يسقط في مكان ضيق لا يستطيع إنقاذ نفسه، أو قد يسقط عليه شيء ثقيل كالأعواد أو حجارة مثلا، وينكسر جناحه، وعلى هذا لن يتمكن من الطيران أبدا ما لم يقدم له مربيه العلاج الفوري، لذلك يجب أولا عزل الطائر عن الجناح المكسور كي لا يؤدي نفسه، وهذا مثال شائع على الضعف والكسر لهذا المخلوق، يتم ذالك في قفص صغير الحجم، و على مربي الطيور مراعاة وضع الأجنحة في مكانها الطبيعي، ثم لفها حول جسم الطائر بشريط لاصق شاش، لكي لا يستطيع الطير تحريك هذا الجناح طيلة مدة العلاج ، بحيث لا يتم تحريك الأجنحة بالكامل، وتبقى في هذه الحالة مدة 30 يوما تقريبًا، و من الضروري خلالها العناية به و توفير الطعام ذي القيمة الغذائية العالية، وبعد نهاية الفترة، يقوم مربي الطيور و بهدوء و بعناية تخفيف هذا الشاش، والتجمع مع متابعة جيدة للحالة الصحية لهذا الطائر.
مرض الاضطرابات في الجهاز الهضمي:
مما لا شك فيه أن المرض لا يعرف كبيرا و لا صغيرًا، و هذا المرض غالبا ما يصيب به الكتاكيت الصغيرة أو الفراخ الصغيرة، مما يؤدي إلى سقوط ريش الطائر المريض وقصفه بشكل تام، و من علامته أن يكون الجناح قصيرا بشكل واضح، أو لا يوجد ريش تمامًا خلال فترة نمو الفراخ في أعشاشها، على الرغْم من إطعامها من طرف والديه، وعلى هذا لن يكون قادرا على الطيران بل يركض بقدميه فقط، إذا أراد الهروب مثلا من الطيور الكبيرة منه، فيتعرض إلى الإصابة و النقر المستمر من طرف الطيور الأخرى، و يصاحب هذا المرض نزلة برد و إسهال شديد ، فالطيور في هذه الحالة تكون في أمس الحاجة إلى صحتها و عافيتها، بحيث يتطلب التكاثر جهدا إضافيًا من شأنه أن يجهد الطائر، إذا لم يكن مستعدَا بما فيه الكفاية من الناحية البدنية، والجيل الناتج خلال الصدام سيكون حساسًا، ولكن طعم الدم سيجعله يستمر في النتف، و نوعية الطعام قد تكون السبب أو بعض البكتيريا المعوية التي تصيب الطير في أثناء ألأكل الذي يرجح أن يكون سببا في هذا المشكل ب 90 بالمئة، إما لكون الحبوب لم تغسل بشكل جيد في مَحَالّ بيع الحبوب المخصصة للطيور، أو لكون الحبوب أصبحت غير مناسبة للاستهلاك بسبب بعض البكتيريا و الطفيليات المجهرية التي تكونت فيها، و أصبحت متعفنة و الطير لا يميز بينها خلال الأكل، وغالبا ما يكون توفير نظام غذائي جيد، سببا في إنقاذها و تحفيزها على النمو بشكل طبيعي دون تدخل لمواد كيماوية قد تسبب مشكلات مستقبلية للطير.
مرض الإسهال عند الطائر و طرق علاجه:
هناك نوعان من مرض الإسهال الذي تصاب الطيور به، و خاصة طيور الزينة:
- النوع الأول يظهر مرض الإسهال على شكل بقع سائلة من فضلات الطيور، و على أرضية القفص أو الأسطح، و تبقى آثاره على فتحة الشرج للطيور المصابة، و هو أمر شائع بين الطيور لكنه لا يشكل خطرا على صحة الطير، فبمجرد تناوله للطعام الجيد يسترجع عافيته فيما بعد.
- أما النوع الثاني فتصاب الطيور بمرض الإسهال الشديد عن طريق الأكل الفاسد أو الشرب الملوث بالميكروبات و الطفيليات المجهرية، و التي تستقر في الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة مسببا تمزقا و تلفا في ألاوعيه الداخلية، الشيء الذي يؤدي إلى الإسهال الشديد.
نصائح ذهبية للمربي المبتدئيين:
مما لا شك فيه أن تربية الطيور عمومَا، و طيور الزينة خصوصا في البيوت أو الأسطح، مهمة تستحق منا كل الاحترام و التقدير لأولئك المربيين الذين يسهرون في الحفاظ على سلامة و رعاية تلك الطيور، كي لا تمرض و تموت، و بالتالي انقراضها من الطبيعة، و تبقى صورا عابرة في أرشفة الكتب.
إن من دواعي سروري أن أقدم هذا المقال المبسط، حسب معرفتي المتواضعة في تربية الطيور، و الذي يحتوي جزئه الأول على مجموعة من الأمراض التي يمكن أن يصادفها مربي الطيور المبتدئيين، و ذالك لتسهيل الأمر عليهم للحفاظ على حياة الطير، لكونه من الحيوانات ألأليفه التي تستدعي منا وقفة تأملية في صنع الخالق سبحانه و تعالى، فيا جمالية و رونق هذا المخلوق حينما يرفرف في السماء الزرقاء أو في وَسَط الأقفاص.
تابعونا في الجزء الثاني من المقال، لتكملة هذا الموضوع حول الأمراض و الإصابات التي يمكن أن تصاب بها الطيور، مع العلاجات المتوفرة و الفورية، للحفاظ على سلامة و حياة الطيور.