الأمراض أكثر شيوعا عند الكلاب ج 1
صديقي العزيز، إذا كنت من هواة مربي الكلاب سواء المستعملة في الصيد أو كلاب الرعي، أو ذلك الكلب المدرب أو الكلاب البوليسية في البحث عن المخدرات و المتفجرات لدى الشرطة و الأجهزة الأمنية، و سواء كان المربي من المتدربين الجدد في هذا الميدان، أو كان هاو لرياضة الصيد بالكلاب، أو محترف في هذا المجال، فيجب عليه أن يكون مدركًا لمجموعة من الأمور التي تخص طبيعة هذه الكلاب، لا من الناحية النفسية و الجسمانية، أو من الناحية السيكولوجية لطبيعة الكلاب المدربة.
و إذا كنت صديقي العزيز، تبحث عن مختلف تلك الأمراض التي تصيب الكلاب بمختلف أنواعها، و التي تؤثر سلبا على كلابنا سواء في المزرعة أو البيت، فسوف يطغى علينا تعدادها و الإحاطة بها جميعا، أما إذا جمعت كل تلك الأمراض التي تؤثر على النظام العام في جسم الكلاب عمومًا ، فإن أعداد تلك الأمراض سيكون بالآلاف لا محالة ، ربما يمكننا التركيز على أهم و أشهر تلك الأمراض التي تصيب الكلاب ، و أكثر شيوعا لذا كلابنا في عصرنا الحاضر.
1 - مرض تلوت الأسنان عند الكلاب:
إن من الاضطرابات الجسمانية الأكثر شيوعا عند الحيوان و الأولى في التصنيف، تلك التي تصيب الكلاب بمختلف أصنافها كمرض تلوث الأسنان و اللثَة، فهو يؤثر سلبا عليها بنسبة تفوق 80 ٪ من الأمراض لذا الكلاب، وهو أمر جدير بالإثارة و الدهشة و الاهتمام للغاية.
* ملاحظة هامة : يجب أن يعلم مربي الكلاب أن أمراض الأسنان و اللثَة لذا الكلاب عمومًا، يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية عندها، بل إنها قد تكون سببا مباشرًا في حدوث أمراض مزمنة على سبيل المثال لا الحصر، كمرض الكلى و أمراض الكبد و غيرها من الأمراض المصاحبة لها.
فمن المهم جدا أن يراقب مربي الكلاب بانتظام حالة و طبيعة الأسنان لذا كلابهم، و العمل على الوقاية من تلك الأمراض التي تصيب الأسنان من تسوس و انكسار و احمرار اللثة و غيرها، عن طريق النظافة و الأكل الصحي ، و على كل مربي الكلاب أن يقوموا بالفحوصات الطبية و الزيارات المنتظمة عند الطبيب البيطري المختص، لمراقبة و متابعة التنظيف الضرورية لكلابهم.
2 - مرض التهاب الأذن الخارجية عند الكلاب:
إن من الاضطراب الخطيرة الثانية و الأكثر شيوعا كذالك، و التي تأتي في المرتبة الثانية من حيت التصنيف، هو التهاب الأذن الخارجية أو كما يسمى بالتهاب الأذن عند الكلاب، و أعراضه إما أن يكون هذا الالتهاب بسبب الحساسية المفرطة عند الكلاب ، أو العدوى المتنقلة في المجموعة الواحدة ، أو تلك الطفيليات و البكتيريا المائية ، أو من جسم غريب دخل خلال الطعام ، أو بواسطة التشوهات الهرمونية أو الوراثة عند الكلاب.
* هام جدا: قد تلاحظ صديقي العزيز ظهور علامات منبهة لهذا المرض، مثل شم رائحة كريهة في الكلاب المصابة ، أو في الإفرازات الشرجية عند الكلاب، أو كثرة الخدش المفرط عند الكلاب، أو فرك الأذنين معا بواسطة رجليه لإحساس الكلاب بألم داخلهما.
سيكون من الجيد على مربي الكلاب ، أن يستشيروا مع طبيبهم البيطري المختص، فهو الوحيد القادر على تشخيص المرض، و القيام بالفحوصات اللازمة للنظر في الأذن المصابة، و تقديم العلاج الفوري لهذا المرض.
3 - مرض السمنة المفرطة عند الكلاب:
يأتي مرض السمنة الذي يصيب الكلب ، من أهم الأمراض الذي يُنذِرُ بالخطر، و التي تصيب الكلاب، و نمنحه المرتبة الثالثة في اضطرابات الصحية الأكثر شيوعا لذا الكلاب ، فلقد أشارت دراسة ميدانية و تجارب سريرية أجريت على الكلاب ، في سنة 2008 إلى أن 51 ٪ من الكلاب في بلد الولايات المتحدة الأمريكية، يعانون من زيادة الوزن بسبب السمنة المفرطة في الأكل غير المنتظم.
* ملحوظة : مرض السمنة هو واحد من أسرع المشاكل الصحية تكاثرا و نموا في عالم الكلاب هذا العصر، و التي من المحتمل طبعا أن تؤدي إلى العديد من الأمراض الخطيرة ، و الاضطرابات الصحية المزمنة عند الكلاب.
إن حقيقة الأجسام الزائدة أو الدهون المشبعة المتراكمة في أجسام الكلاب، لها تأثير سلبي على المفاصل و العظام و كذا الجهازين التنفسي و الهضمي ، فينتج عنه خمول لذا الكلاب ، و عدم تمتعها بالرفاهية كالحيوانات الأليفة الأخرى ، و قد تكون عاملا رئيسيا في انخفاض معدل العمر الافتراضي عند الكلاب عمومًا.
و لعلاج هذا المرض، ينبغي لمربي الكلاب سواء كلاب صيد أو رعي ، القيام بزيارة فورية لأقرب عيادة بيطرية، حيث سيقوم الطبيب البيطري بفحص كلبك و وزنه ، مما يساعد في تقييم ذاتي لأي مشاكل في الوزن المفرط ، و الحصول على برنامج لإدارة هذا الوزن الزائد، و إتباع خطة في ممارسة الرياضة مع نظام غذائي منظم و صحي في آن واحد.
و من الأعراض التي تسببها السمنة المفرطة عند الكلاب، عدم قدرتك صديقي العزيز على الشعور بأي من الأضلاع لحيوانك الأليف، و ذالك خلال فرك بيديك على طول القفص الصدري لهذا الحيوان.
4 - مرض التهاب الجلد عند الكلب:
من الأمراض الشائعة المنتقلة التي تصيب الكلاب ، و يخشى منها كل مربي الكلاب، إنه مرض التهاب الجلد عند الكلاب، أو ما يسمى بالالتهابية الجلدية لذا الكلاب، و يمكن إدراجه تحت عدد أربعة كأهم الأمراض الخطيرة في تصنيف قائمتنا السالفة.
فقد يتسبب هذا الاختلال الشائع في حدوث احمرار جلدي لدى الكلاب المصابة، التي ستتسبب في تكون منطقة حمراء و رطبة تحت فراء جلد الكلب، مصحوبة بعويل و بكاء شديد .
و من الأسباب المؤدية لهذا المرض كذالك ، حدوث هذا الطفح الجلدي عند الكلاب بسبب :
- أولا الحساسية المفرطة عند الكلاب، ففي بعض البروتينات الغذائية عند الكلاب، فتتسبب في حدوث الحكة و الحساسية في الجلد.
- ثانيا حشرات البراغيث المنتشرة في كوخ الكلب.
- ثالثا بسبب عث الجرب المصاحب لعدوى خطيرة.
- رابعا دواء أو الشامبو المستخدم في استحمام الكلاب، فقد يتسبب في تهيج الجلد و احمراره بسبب بعض المكونات في التركيبة للدواء.
- خامسا بسبب بعض الالتهابات البكتيرية أو الفطرية ، المنتقلة بين الكلاب فيمَا بينها.
5 - مرض براغيث الكلاب المعدي:
يعد مرض البراغيث المعدي عند الكلاب، من الأمراض الخطيرة التي تصيب الكلاب عمومًا، و تتضرر المجموعة بكاملها بسبب العدوى و الانتشار السريع إذا كانت في مكان واحد، فهو من الاضطراب الصحية الفتاكة بالكلاب، و يمكن إدراجه في الرتبة الخامسة، من حيث كونه من الأمراض الأكثر شيوعا في عالم الكلاب.
ملحوظة هامة: إن حشرات البراغيث هي من بين الحشرات التي تشكل إزعاجًا ملحوظًا للكلاب و للبشر على السواء، و يمكن أن تشكل خطرا صحيا كبيرًا عليهما معا، لأن لدغات هذه الحشرات الصغيرة تكون مصحوبة بالطفيليات المجهرية التي يمكن أن تؤثر سلبا على الجهاز العصبي للكلاب، التي تؤدي إلى مضاعفات و مشكلات صحية خطيرة.
و على مربي الحيوانات عمومًا ، و الكلاب خصوصا، أن يراقبوا باستمرار كلابهم المدربة، و من الأفضل القيام بشكل دوري مرة أو مرتين كل أسبوع، للبحث عن هذه البراغيث الخطيرة على حيواناتهم الأليفة، و ذلك باستخدام أدوات مخصصة لهذا الغرض، كالمشط المخصص للبراغيث.
و تتصف هذه الحشرات الدقيقة أو البراغيث بمظهرها المظلم و النحاسي اللون، و هي بحجم رأس دبوس أو أصغر من ذالك.
و يمكن تتبع هذه الحشرات في جلد الكلاب بالبحث عن مخلفات البراغيث من أوساخ على ظهور أو جنبات الكلاب، و التي هي في الواقع براز البراغيث لا محالة، و التي تظهر عمومًا على شكل بقع داكنة سوداء، مثل الفلفل منتشرة على سطح جلد الكلاب.
فإذا وجد مربي الكلاب دليل على وجود هذه البراغيث، فعليه أن يستخدم مهاراته، و يعزل الكلب المصاب عن المجموعة ، و يتصل بالطبيب البيطري لإرشاده لأحسن خيار بالنسبة العلاج، و توجد حاليًا في محلات بيع الأدوية البيطرية، وصفات طبية حديثة، تحبط الانتشار الكلي للمرض، و بالتالي السيطرة على تنقل عدوى البراغيث و كذا طرق الوقاية منها، وتستخدم كذالك المضادات الحيوية لعلاج مرض الذي يصيب الكلاب.
خلاصة المقال:
إن على عاتق كل مربي الحيوانات الاليفة، أمانة في الحفاظ على صحة و سلامة حيواناتهم الأليفة و المدربة، و من المهم أن يكون على علم و دراية بالظروف الشائعة التي قد تؤثر على حيواناتهم و خصوصا كلابهم.
و كنصيحة مني شخصيًا و التي أقولها عن تجربتي المتواضعة في تربية الكلاب المدربة، إن أفضل وسيلة للمساعدة في الحفاظ على صحة الكلاب المدرب، هي تعلم المربي على تثقيف نفسه بنفسه، فالاستشارة الطبية البيطرية المستدامة تساهم بقدر كبير في الاهتمام بصحة الكلاب، و الإبقاء المستمر على الحالة الصحية للحيوان أمر مهم، خاصة أنه قد تظهر على هذه الحيوانات عمومًا، أعراض خطيرة تنبأ بوجود عدوى خطيرة:
- كالعرج المصاحب للشلل النصفي للحيوان.
- نقصان الشهية و عدم القدرة على الطعام.
- فقدان الوزن و النحافة المفرطة للحيوان.
- القيء المستمر والإسهال المؤدي إلى الموت المفاجئ.
- صعوبة التنفس أو الحمى بسبب بكتيريا طفيلية تصيب الجهاز التنفسي للحيوان.
و سيكون من الضروري الاستشارة مع طبيبك البيطري المختص، فهو الواحد القادر على تشخيص و تقييم حالة الحيوان المريض، و المساعدة في تقديم العلاجات الفورية للحيوان الأليف، لا تنس ذلك صديقي العزيز.